من ويل دانام
واشنطن (رويترز) - يتيح موقع للحفريات بجبال روكي في كندا إلقاء نظرة خاطفة ومثيرة على ما كانت عليه الحياة على وجه الأرض منذ أكثر من نصف مليار عام إذ عثر به على بقايا حفرية لكائن بحري عجيب من المفصليات المفترسة له أربع عيون ومخلبان مدببان.
وقال العلماء يوم الجمعة إنهم اكتشفوا حفريات محفوظة جيدا في كولومبيا البريطانية للحيوان المسمى (ياونيك كوتينايي) الذي عاش منذ 508 ملايين عام وهو كائن يشبه الروبيان (الجمبري) من الحجم الكبير وكان وقتئذ من أضخم المفترسات.
ويبلغ طول الكائن ياونيك نحو 22.5 سنتيمتر بما في ذلك مخلباه وقد لا يبدو هذا الحجم مثيرا للدهشة لكنه كان ضخما إذا ما قورن بمعظم الكائنات الأخرى آنئذ.
كانت هذه الحفرية تقبع في متنزه كوتيناي القومي حيث عثر عليها في موقع لم يسبق ان امتدت اليه أنشطة البحث والتنقيب في التكوينات الصخرية لمنطقة (بورجيس شيل) التي ظلت لفترة تتجاوز القرن تقدم بقايا ممتازة من حقبة الكمبري الجيولوجية التي ظهر خلالها لأول مرة الكثير من الطوائف الحيوانية الرئيسية.
وينتمي كائن ياونيك -الذي يخلد اسمه وحشا بحريا اسطوريا ورد في قصة الخلق الخيالية لشعب كتوناخا الذي كان يستوطن المنطقة- للمفصليات الأولية وهي مجموعة حيوانية نجحت بدرجة كبيرة في مواصلة البقاء ومنها الروبيان وسرطان البحر والسلطعون (الكابوريا) والحشرات والعناكب والعقارب وعديدات الأرجل.
وكان بمقدور ياونيك السباحة وممارسة أنشطة الافتراس النشط إذ كان لديه صفان من الزوائد الشوكية على مخلبيه الكبيرين بمنطقة الجبهة وهو ما يمثل جهازا في غاية التطور للاحساس يتكون من زوحين من العيون وقرون الاستشعار الدقيقة علاوة على جسمه المكون من 17 قسما.
وقال روبرت جاينس عالم الأحياء القديمة بكلية بومونا بكاليفورنيا "توضح الحفريات الحديثة بجلاء ان هذه المفصيات الأولية كانت متطورة وكائنات مفترسة مرهوبة الجانب. ولم يكن لدى اسلافنا من الفقاريات بعد العظام أو الفكوك وظلت مخلوقات متواضعة تتغذى على الكائنات البدائية".
وقال سيدريك أريا وهو باحث يدرس لنيل درجة الدكتوراه بقسم البيئة وبيولوجيا النشوء والارتقاء بجامعة تورونتو إنه عثر على أكثر من 100 حفرية لكائن ياونيك.
وقال أريا الذي نشر بحثه في دورة الاحياء القديمة "يمكنك ان تقول بحق إنه يشبه الجمبري العملاق الذي تتكون قرون استشعاره ايضا من مخالب كبيرة".
وبمقدور زائدتين كبيرتين -وظيفتهما الامساك في مقدم الرأس- اتاحة الحركة الواسعة النطاق للأمام وللخلف أما الاشواك الموجودة على مخلبيه فتساعد على اقتناص الفرائس.
ويستخدم ياونيك قرون الاستشعار الدقيقة على هذه الزوائد في حاسة ادراك البيئة المحيطة ليس بمجرد الاحساس بل من خلال رصد الآثار الكيميائية أو ما يشبه حاسة الشم تقريبا.
وقال جاينس "إنني اعكف على دراسة نماذج حفريات منطقة بورجيس شيل منذ نحو 15 عاما وما من شك في ان ياونيك من أكثر الحفريات من حيث الإثارة والسحر التي تصادف ان شاهدتها على الارض."
|